روايه قلبي موجوع الفصل السابع 7 بقلم نجلاء لطفي

 


روايه قلبي موجوع 

الفصل السابع 7

بقلم نجلاء لطفي 

ابتسم واقترب من وأمسك بذراعي برقة وقال:

-قصدك إني الأول في حياتك؟

فأومأت له بالإيجاب فخر ساجدا ليحمد الله ثم نهض وضمني لصدره برفق وغمرني بقبلاته وهو يهمس لي:

-وانتي أول وأخر حب في حياتي

غمرني بحبه وحنانه وفجر ينابيع أنوثتي المطمورة وصرت زوجته، وكأن الله أراد أن يعوضني به عن كل ما قاسيته في حياتي فقد كان رغم شدته وقوته الجسدية رفيقا بي ورقيقا معي.

في اليوم التالي استيقظنا على صوت دقات على الباب فنظرت في الساعة فوجدتها التاسعة صباحا فتعجبت من سيأتينا في مثل هذا الوقت فأيقظته برفق وقلت له ان الباب يدق فقام متأففا وارتدى ملابسه وقال:

-البسي هدومك دي لازم أمي جايبه لنا الصباحية

خرج وأغلق الباب فارتديت عباءة منزلية مطرزة وسمعت صوت أمه في الخارج فصففت شعري ووضعت بعض الزينة. بعد دقائق دق باب الحجرة وقال:

-حبيبتي ماما واخواتي عايزين يصبحوا عليكي أخليهم يدخلوا؟

قبل أن أجيب دخلت أمه مندفعه وعندما رأتني قالت بلهفة:

-حقيقي اللي عاصم بيقوله ده؟ انتي كنتي لسه بنت؟

دخل عاصم للسرير ونزع الغطاء ليري أمه وأخواته قطرات دماء عذريتي على ملاءة السرير فزغردت أمه وضمتني لصدرها وقالت:

-ألف مبروك يا عروسة ابني وماقلتيش ليه؟

فقال عاصم:

-لأنها مش عايزة تفضح طليقها

-لا بنت أصول بصحيح

قبلتني أخواته وهن متعجبات من تغير موقف أمه العدائي تجاهي. تركت لنا أمه صينية الإفطار وذهبت لمنزلها هي وشقيقاته فقلت له:

-ماكانش له لازمه اللي عملته ده ما كنتش عايزة أفضح أشرف

- عندي سببين الأول افرح أمي والتاني أمنع عنك أذاها بالكلام أنا ما أقدرش أشوفك متضايقه واسكت وبعدين ماتجيبيش اسمه على لسانك ولا تدافعي عنه

- لازم تفهم ان أشرف أخويا وهيفضل كده ومش هأقطع صلة الرحم بيننا

-خلاص ماتزعليش وكمان انا مديون له بالشكر إنه حافظ عليكي

-ربنا يخليك ليه

-تعالي نفطر بقى انا ميت من الجوع وريحة أكل الحاجه يجنن

-ماليش نفس

-وانا بافكر افتح نفسك بطريقتي

قضيا أسبوع عسل في بيتهما ووعدها عندما تتحسن أحواله المالية أن يعوضها.انتهى أسبوع العسل وعاد كل منهما لعمله فكانا يتناولان إفطارهما عند والدته وفقا لرغبة إلهام حتى لا تشعر أن إلهام حرمتها من ابنها وقرة عينها، ويلتقيان مرة أخرى على العشاء فيقص كل منهما على الأخر ما يحدث في يومهما، فصارت العلاقة بين ثلاثتنا أفضل ولم يكن هناك مجال للشجار لأنها كانت مشغولة في عملها.

بعد ثلاثة أشهر أوفى عاصم بوعده وحجز لي في إحدى قرى شرم الشيخ السياحية وقضينا خمسة أيام وكأننا في شهر عسل جديد ، نهلنا فيها من بحر الحب وما ارتوينا، فقد كان عاصم رغم شدة غيرته ، رقيقا حنونا يسعى لإسعادي بكل الطرق.كل يوم كانت تتوطد علاقتي بعاصم أكثر حتى غرقت في حبه وصار لي زوجي وأهلي وسندي في هذا العالم بعد انشغال الأهل كل في حاله.

انشغلت في عملي وكذلك عاصم وكانت أمه تسألني دائما عن الحمل فأجيبها

-كله بأوانه

حتى استيقظت ذات يوم على ألام رهيبه وقئ لا ينتهي فأخذني عاصم للمستشفى وهو يظنها نزلة معوية حادة، فأخبرنا الطبيب أني حامل في توأم ونصحني بالراحة التامة طوال فترة الحمل حتى يكتمل لأني ضعيفة وأي مجهود سيتسبب في فقدان التوأم. كانت فرحتنا لا توصف حتى ان عاصم سجد لله شكرا ووزع الصدقات واطلقت أمه الزغاريد. التزمت بتعليمات الطبيبة التي تابعت معها حملي فأصرت على الراحة الكاملة خاصة خلال أول ثلاثة أشهر، كما منعت العلاقة الزوجية تماما مما أثار حنق عاصم لكنه وافق على مضض حرصا على سلامتي انا والتوأم.

كلفت إحدى مساعداتي التي أثق بها في متابعة العمل في مركز التجميل وكنت كل فترة أقوم بزيارة مفاجئة لمتابعة العمل والحسابات وكان يصطحبني فيها عاصم حتى باب المركز ويعود بي للبيت. شعرت بالملل من الجلوس في البيت لكني استغليته في متابعة الأحدث في عالم التجميل من خلال الإنترنت، كما طورت صفحتنا على الفيسبوك واستعنت بمتخصص ليطور الصفحة ويعمل لنا دعاية ويعلمني كيفية متابعة أداء الصفحة ومتابعتها فكان ذلك بشغل بعض وقتي.

خلال تلك الفترة جاءت حياة لزيارتي وصدمها خبر حملي فقالت كعادتها بدون تفكير:

-مش كبرتي على الحاجات دي، مش خايفة سنك الكبير يأثر على الجنين ويطلع متخلف عقليا؟

أذهلني كلامها الخالي من الذوق وقلت:

-متخافيش سألت الدكتورة وقالت لي ان ٣٣سن مش كبير و

عادي ممكن اخلف لحد ال٤٠ وبعدين سليم او لا ده رزق ربنا محدش فينا له دخل فيه وكمان انا متابعة باستمرار.

-وطبعا تلاقي جوزك طاير من الفرحة

-طبعا ده شايلني على راسه شيل

في تلك اللحظة دخل عاصم فابتسمت حياة ورحبت به وقالت:

-ازيك يا عاصم مبروك التوأم ده انت طلعت جامد أوي

شعرت بالخجل لكلماتها الجريئة فقلت:

-انتي مش هتبطلي هزارك التقيل ده عاصم مش واخد عليكي

فقال مبتسما ابتسامة صفراء:

-سيبيها يا حبيبتي الله يبارك فيك يا حياة وعقبال جوزك ما يشد حيله ويجيلك حتة عيل يشغلك

احمرت وجنتي حياة لكنها تغاضت عن كلماته وقضت معنا اليوم وأصر عاصم على شراء طعام جاهز ليريحني من التعب وانصرفت حياة ليلا وهي تودعنا وقالت وهي تنظر لعاصم :

-أشوفكم على خير قريب جدا

-مع السلامة يا حبيبتي وخلي بالك من نفسك

-خلي بالك من نفسك ومن عاصم

لا أعلم لم أخافتني كلماتها ولاحظت تأثيرها على ملامح عاصم لكني لم أعلق بشئ بل تعمدت تجاهلها ولم أتحدث عنها معه، لكنه قال لي في اليوم التالي:

-على فكرة فرق كبير بين حياة وبينك، انتي طيبة وحدعة والقلب يتفتح لك بسهولة لكن هي مش سهلة وقلبها مليان غل

-حياة غلبانه مخها تاعبها فاكرة انها هتاخد من الدنيا كل حاجه مش فاهمة إنها هتاخد حاجه وتسيب حاجه.


مضت الأيام بين ثقل الحمل وألام الجسد حتى فوجئت بألام المخاض تداهمني في الشهر السابع فأسرع بي عاصم إلى المستشفى وواجهت الموت أنا والطفلين ولكننا نجونا بفضل الله ثم بمهارة الطبيب الصغير الذي استعانت به طبيبتي لمعاونتها.رزقنا الله بسارة ومحمد فكانا قرة عيني، وسعد بهما عاصم كثيرا ، لكن ما عكر صفو سعادتي أن الطبيب أخبرني أني لن أستطيع الإنجاب بعدهما، فقال عاصم:

-الحمد لله عندنا الولد والبنت احنا في نعمة

-يعني مش زعلان إني مش هاقدر أخلف تاني؟

-صحتك وسلامتك عندي بالدنيا

                  الفصل الثامن من هنا