روايه قلبي موجوع الفصل الثامن8 بقلم نجلاء لطفي

 


روايه قلبي موجوع 

الفصل الثامن8

بقلم نجلاء لطفي 

نجونا بفضل الله ثم بمهارة الطبيب الصغير الذي استعانت به طبيبتي لمعاونتها.رزقنا الله بسارة ومحمد فكانا قرة عيني، وسعد بهما عاصم كثيرا ، لكن ما عكر صفو سعادتي أن الطبيب أخبرني أني لن أستطيع الإنجاب بعدهما، فقال عاصم:

-الحمد لله عندنا الولد والبنت احنا في نعمة

-يعني مش زعلان إني مش هاقدر أخلف تاني؟

-صحتك وسلامتك عندي بالدنيا

-خايفة ييجي يوم وتشتاق للأطفال تاني وتفكر تتجوز عشان تخلف

-يا حبيبتي اللي يعملها مرة مستحيل يكررها تاني ههههه واللي يتجوزك ما يتجوزش بعدك.

خرجنا من المستشفى بعد أن تحسنت صحتي وفحص الطبيب الطفلين وتأكد من سلامتهما، فأصرت أمه على عمل سبوع وفقا للعادات فرفض عاصم وأصر على عقيقة فذبح وأقام وليمة للعائلة

والأقارب وأطعم الفقراء، وكنت أرى السعادة في عينيه فحمدت الله على عظيم نعمته.

كانت مسئولية الطفلين كبيرة جدا فاستنزفا طاقتي في النهار والليل وكان ذلك على حساب عاصم الذي كان يتذمر حينا ويلتمس لي الأعذار أحيانا لما يلمسه من المجهود الكبير الذي أحمله وحدي فلم تكن هناك فرصة حتى لأهتم بصحتي لا بعاصم، كما اني كلفته بمتابعة العمل بالسنتر ومحاسبة العاملات ورغم رفضه في البداية إلا أنه عاد فوافق ليخفف عني بعض العبء وحتى لا أضطر لإغلاق مركز التحميل وبذلك أغلق باب رزق كبير لي وللعاملات، كما أن دخله كان معينا لنا في نفقات الطفلين وعلاجهما في العام الأول.

لاحظت بعد نحو العام من ولادتي تغير عاصم في تعامله معي وعصبيته الشديدة وانتقاده الدائم لكل شئ، شكلي وملابسي وطريقة حديثي وكل تصرفاتي، حتى الطعام الذي كان يحبه من يدي صار ينتقده بشدة فتعجبت لذلك التغير فلم يكن هذا طبعه فأدركت أن هناك ما يؤثر عليه . لاحظت انشغاله الدائم بموبايله واصطحابه له في كل مكان فانتظرت حتى دخل الحمام ليستحم ففتحت الموبايل وبحثت في الواتس اب وصعقتني محادثاته مع سامية الفتاة التي ائتمنتها على مركز التجميل، فكلها حب وغرام ومواعيد للمقابلات وصور وڤيديوهات مخلة لها ، لم أصدق نفسي هل يخونني حقا؟ هل الحب كان مجرد كذبة؟ هل الرغبة عنده أقوى من الحب والعشرة والبيت والأسرة؟ ماذا لو كان الوضع معكوس هل كان سيقبل؟ افقت من أفكاري سريعا وتمالكت نفسي ومسحت دموعي بسرعة و وفكرت سريعا ماذا سأفعل هل أتركه لها؟ لا بل سأبعدها عنه ثم أؤدبه بطريقتي. أرسلت كل الرسائل والصور والفيديو لموبايلي وأغلقته وذهبت لحجرة التوأم بحجة الإنشغال بطعامهما فلم يهتم عاصم بانشغالي عنه فيبدو أنه اعتاده ولم يعد يغضبه. نام التوأم وجلست وحدي سارحة وقلبي يتألم من غدر الحبيب الذي ظننته أبدا لن يخون، لكن طباع البشر متغيرة. بقيت أفكر فيما يجب أن أفعله ، فيجب أن أحكم عقلي و لا أترك نفسي لمشاعري وغضبي حتى لا أهدم بيتي الذي تعبت كثيرا حتى حصلت عليه، كما أني لن أدمر حياة أولادي من أجل لحظة ضعف من عاصم . صليت ودعوت الله أن ينير بصيرتي، وبعد طول تفكير قررت أن أستعيد نفسي فقد كنت مخطئة حين أهملت عاصم كثيرا و أهملت نفسي وجمالي تماما طوال فترة حملي وبعد إنجابي وبالتالي فجزء من اللوم يقع علي ، فيجب أن أستعيد نفسي لأستعيد عاصم فهو بشر يصيب ويخطئ ويضعف أحياناًولكن هذا لا يمنع أني سأعاقبه بطريقتي. بحثت عن جليسة للتوأمين فلم أجد فقررت أن أرسلهما للحضانة خاصة وأنهما قاربا على العامين، ثم ذهبت للمحل بعد أن اتصلت بأشرف ليقابلني في المحل ضروري لمراجعة حسابات المحل في حالة طارئة حاول أن يؤجل الموعد لكني رفضت وقلت له ان الأمر عاجل وأن يترك كل ما معه ويأتيني مباشرة. فوجئت سامية بوجودي في المركز قبلها وراجعت كل الحسابات المدونة مع العائد الذي تسلمني إياه فوجدت أن هناك عجز مالي وعندما جاء أشرف طلبت منه مراجعة باقي الحسابات وأخذت منها مفاتيح المحل واصطحبتها إلى مكتبي وقلت لها:

-مابحبش الكلام الكتير علاقتك بجوزي تتقطع حالا وإلا صورك والشات بتاعك كله هيروح لأهلك وهينزل على صفحتك على الفيس والڤيديو الجميل اللي بترقصي فيه بملابسك الداخلية هينزل على اليوتيوب وابقي وريني بعدها مين هيتجوزك ولا يبص في وشك

ارتسم الذهول على وجهها وبكت وهي ترجوني ألا أفعل فأمسكت بها من ذراعها بقوة وقلت لها:

-بقى يا ناقصة أأمنك على مالي تخونيني وعاوزة تخطفي جوزي؟ والله لو ما اختفيتي من وشي ومن حياته لأقدم اختلاساتك للبوليس واسجنك

-أبوس إيدك أنا مش حمل مرمطة

-يبقى تبعدي عنه والفلوس اللي سرقتيها ترجع

-بس دي اتصرفت

-بت انتي هتعمليهم عليه؟ الفلوس ترجع

-حاضر بكرة تكون عندك

-يبقى تكتبي على نفسك وصل أمانة لو ما رجعوش تتسجني بيهم، ٱوعي تكوني فاكراني لاقياهم في الشارع انا شقيت وتعبت واتبهدلت لحد ما عملت الفلوس دي

كتبت وصل الأمانة وتركتها تنصرف وجلست في مكتبي وحدي وقد سقط قناع القوة وانهرت باكية على خيانة من وثقت بهم، لم تؤثر في خيانتها بقدر ما أدمتني خيانة زوجي من صدقت حبه وسلمته قلبي وروحي. دخل أشرف وأنا أبكي فقال بحنان:

-تصدقي دي أول مرة أشوفك بتبكي، احكي لي مالك، الحكاية مش بنت سرقت فلوسك

-مش فلوسي بس لا وجوزي؟

-اتجوزها؟

-مش عارفة بس فيه بينهم علاقة

-وهتعملي معاه إيه؟

-رأيك إيه؟

-لو رصيده كبير عندك سامحيه واديله فرصة لكن حطيه دايما تحت عينيكي، لو مالوش رصيد في قلبك ولا حياتك انفصلي مسحت دموعي وقلت له:

- على فكرة مبروك على الولد ولو انها متأخرة كتير سميته إيه؟

-أحمد

-كنت عاوزة أجي أبارك لك لكن انت عارف مراتك ما بتقبلنيش رغم اني سبب جوازتكم ، بس انا باعذرها، كمان كنت لسه قايمة من الولادة وماقدرتش حتى أكلمك خفت على مشاعرها ومش عايزة أسبب لك مشاكل.

- ربنا يسعدك بقلبك الطيب ده،هامشي بقى بس فكري بعقلك قبل أي تصرف

-شكرا يا أشرف

عدت إلى البيت بعد أن اخذت الطفلين من الحضانة وانشغلت معهما حتى ناما ودخلت حجرتي وقررت أن أجدد من شكلي وملابسي وأخفض من وزني قليلاً وسأعود لعملي بالتدريج ولكن عاصم لابد من عقابه لأن جرمه كبير، في تلك الأثناء دخل عاصم الحجرة وجاء ليقبلني كعادته فصددته عني لأول مرة فقال متعجبا:

-مالك يا حبيبتي؟

-متأكد إني حبيبتك؟

-طبعا هو أنا ليه غيرك

-وسامية؟ مش حبيبتك؟ مش بينكم شات وصور وڤيديوهات ومقابلات؟

سكت مذهولا فقلت بألم:

-هو ده الحب؟هو ده الإخلاص اللي وعدتني بيه؟ صحيح انشغلت بالحمل والولادة والتربية بس ده غصب عني وبدل ما تشيل معايا وتشاركني المسؤولية رميتها عليه وجريت تدور على مزاجك مع أول واحدة شاورتلك، هو الحب من وجهة نظرك مجرد رغبة وعلاقة جسدية وبس؟

ساد الصمت بيننا ولم يخرقه سوى صوت أنفاسي اللاهثة من شدة الإنفعال، ثم قال:

-أنا غلطان فعلا وضعفت بسبب بعدك عني وانشغالك بالولاد، لكن والله ما كان فيه بيننا اكتر من الكلام والصور وهي كانت عايزانا نتجوز عرفي بس انا رفضت وقلت لها انك والولاد كل حياتي،انا عارف اني غلطان وطمعان إنك تسامحيني

-لو أنا اللي كنت عملت كده كنت هتسامحني؟

سكت مصدوما فقلت بحدة:

-اللي بتسمح بيه لنفسك لازم تسمح بيه لغيرك

-بس انا راجل

-وده يديك الحق تغدر وتجرح؟ربنا بيحاسب الراجل زي الست حتى في الزنا يعني الاتنين غلط، الجرح اللي جرحتهولي كبير وعشان أسامحك محتاجة وقت كبير ومحتاجة أكتر أتأكد إنك مش هتكررها تاني

-احلف لك على المصحف ما هاكررها تاني

-الحلفان مش كفاية لازم تعرف انها لو اتكررت مالكش مكان في حياتي انا والأولاد، ولحد ما أقدر أسامحك انا هانام مع الأولاد وهاسيبلك الأوضة

-وأهون عليكي؟

-زي ما أنا هنت عليك تصبح على خير

تأرجح حالنا بين الهجر ليلا والكلام أحيانا نهارا وغالبا يكون الكلام من طرفه، وصرت أهتم بشكلي وملابسي وخفضت وزني وكلما كان عاصم يقترب مني كنت أصده ولكن بلا لوم ولا عتاب، حتى عاد يوما من عمله مبكرا وجسده ينتفض من الحرارة العالية فاتصلت بالطبيب الذي طمأنني وقال انها نزلة برد شديدة جدا ووصف له حقن مضاد حيوي وخافض للحرارة، بقيت بجواره لعدة أيام اهتم بطعامه وأدويته حتى شفي تماما وعندها قبل يدي وقال:

- لو لفيت الدنيا كلها مش هالاقي زيك ولا هاحب حد زيك أبدا، كفاية خصام بقى

-أنا كمان بحبك جدا وعشان كده كان زعلي منك كبير

-مافيش زعل تاني أوعدك

                  الفصل التاسع من هنا




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-