روايه قلبي موجوع
الفصل الاول 1
بقلم نجلاء لطفي
كل الطعنات تُشفى إلا طعنات الأحبة فإنها تقتل القلب وتترك جراحا لا تلتئم على جدار الروح.
ركنت إلهام سيارتها امام المحل المجاور لعمارتها ، رغم تشاجر صاحب المحل مع الجميع حتى لا يركنوا سيارتهم امام محله، إلا أنه يسمح لها بذلك بلا كلام لكنه لم يتشاجر معها يوما، كانت تشعر بإرهاق كبير فقد كان يوم عمل شاق جدا في مركز التجميل الذي تديره، فتكاد لا تستطيع الوقوف على قدمها. تأكدت من إغلاق سيارتها الصغيرة جيدا ثم توجهت تجاه العمارة وهي تكاد أن تفقد وعيها من شدة الإرهاق وتمني نفسها بإلقاء جسدها على السرير. دخلت العمارة فوجدتها مظلمة والبواب كعادته غائبا في قضاء بعض حوائج للسكان، فاتجهت نحو مفتاح الإضاءة لتنير المدخل لكنها فوجئت بمن يقبض على يدها بيد ويكمم فمها باليد الأخرى فلم تستطع الصراخ، ولا الالتفات لرؤيته وفي تلك اللحظة كان يقول لها:
-كل يوم ترجعي متأخرة وكيس الجوافة اللي متجوزاه نايم بيشخر، ده معندوش دم انا لو متجوز قمر زيك هاخبيها عن الدنيا كلها وأعيشها ملكة
ثم أدارها تجاهه ففوجئت انه فتحي ابن صاحب العمارة ذلك السمج المتزوج مرتين ويغازلها كل يوم وهي تنهره بشدة، وبينما هي في ذهولها فوجئت به ينقض عليها ويقبلها بوحشية قبلة لم تعرف مذاقها من قبل رغم زواجها منذ فترة. كانت مشاعرها مضطربة بين رفضها لما يفعله وخوفها من غضب الله، وبين تلك المشاعر التي فجرتها فيها تلك القبلة التي حركت مشاعرها كأنثى لأول مرة، لكن أنفاسه الكريهة أشعرتها بالغثيان. استغرقتها حيرتها لعدة لحظات ثم أفاقت ودفعته بمنتهى القوة فلم تقدر عليه فرفعت ركبتها وضربته بكل قوتها أسفل بطنه فابتعد عنها وهو يتأوه فاستطاعت الإفلات منه وعندما أرادت أن تهرب منه لحقها وامسك بها لكنها صرخت بهيستريا وقبل أن يكمم فمها كان الناس بدأوا يتجمعون لكن الوحيد الذي تدخل ذلك المتوحش صاحب المحل الذي أفلتها منه بيد و ضربه باليد الأخرى حتى سقط فتحي على الأرض وعندها نظر لها المتوحش بحدة وقال آمرا:
- اطلعي شقتك بسرعة
صعدت وأنا ارتجف رعبا ولا أعلم كيف دخلت بيتي لكن كل ما أعلمه أني دخلت الحمام لأغتسل فقد كنت أشعر أن ذاك القذر قد دنس جسدي بلمساته، بكيت كثيرا تحت الماء ثم جففت جسدي وارتديت ملابسي وتوجهت تجاه أشرف زوجي في حجرته فوجدته يتحدث ويقول:
- انتي عارفه بحبك أد إيه لكن هي غالية عندي زي أختي وما أقدرش أسيبها أمي وصتني بكده، ولا أقدر أعيش من غيرك ومش عارف اعمل ايه
- انا عارفه هاعمل إيه يا أشرف
- الهام
قالها مرتبكا وأغلق هاتفه،فجلست بجواره على السرير وقلت:
- أعتقد إن أمي وأمك كانوا غلط احنا جوازنا كان غلطة وده الوقت إننا نصلح الغلط ده، انت تتجوز اللي بتحبها وأنا أعيش حياة طبيعية ويمكن ألاقي حد يحبني أنا كمان.
- إلهام انت تستاهلي كل خير وتقصيري معاكي كزوج مش لعيب فيكي كواحدة ست إنما كان لعيب فيه واتعالجت لكن بحكم طبيعتك والمسئولية اللي شيلتيها بدري خلتك شخصية قوية بتحب القيادة وده بيخوف أي راجل، كل واحد فينا بيحب يبقى هو المسبطر في حياة مراته وتكون شايفه إنه بطلها فاهماني؟
- فاهماك بس بما إننا في جلسة مصارحة كإخوات عاوزة اعرف هي مين؟
- زميلتي في الشغل ، أو بمعنى أصح انا ريسها ، بنت غلبانه والكل بيجي عليها ولأن مالهاش واسطة محدش مهتم بيها، فعلمتها أسرار الشغل وواحدة واحدة حكت لي عن ظروفها وحكيت لها عن ظروفي وفجأة لقينا نفسنا بنحب بعض و زي ما سمعتي كنت مش عايز اصارحك لأني عارف إنك هتطلبي الطلاق وأنا وعدت أمي ان عمري ما هاطلقك ، وكمان لأنك غالية عندي كأخت وما أقدرش اجرحك
- طيب بما إننا إخوات عاوزه أقولك حاجة من غير زعل، قبل ما تتجوز لازم تقعد مع دكتور نفسي، خالتي لما والدك اتوفى وانت طفل خافت عليك بشكل مرضي وكانت بتمنعك عن الدنيا بحالها فماتزعلش مني طلعت شخصيتك ضعيفة وإنت محتاج حد يساعدك إنك تتغير
ساد الصمت بيمنا للحظات ثم قلت:
-ممكن نخلص موضوع الطلاق ده في أسرع وقت؟
-بكرة مثلا؟
-ياريت
-اتفقنا الصبح نروح للمأذون
-نصيحة مني بيع الشقة دي وابعد عن المنطقة دي وابدأ من جديد في مكان تاني مع ناس تانية